كـلـمــات عـلـى صـفـحــات الـقــــدر...
هنالك صفحات تكتب وهنالك صفحات تطوى ، وهنالك من له القدرة على اختيار أصعب الأمور، ففي هذه الحياة التي نعيشها نجد دوما من المفارقات التي تجعلنا نسير وفق منهجية قد نضنها بالعبثية، إلا أن الطابع السائد فيها وإن صح التعبير في هذا القول المحرك الفعلي لها هو القدر، فالأقدار تجعلنا في زوايا الخانات الحرجة التي تحتم علينا اختيار السبل التي تؤدي إلى صنع أقدارنا ، ونستطيع الاستدلال بهذا المعنى من خلال التاريخ الحي ، وذلك كون جميع العظماء الذين سجلوا في الصفحات المخلدة ، قد صنعوا أقدارهم بنفسهم على الرغم من الصعوبات التي واجهوها ، فلكل موقف رجل ولكل رجل قدر محتم شاء أم آبى أو حتى هرب منه أو احتمى في تضرعات عدم أهليته لها، أو في محاولة استفهام علامات الأجوبة ضمن مسميات الأسئلة الغير مفسرة ، سيجد نفسه في المحصلة النهاية ، داخل حلقات مفرغة من الخيارات المبدئية ، تحت خطوط ونقوش ما، لتشكل لنا تلك الكلمة التي نحن نفهما ضمن محيط ومساحة الفكر البشري "بالأقدار" ،وهذه الأقدار تظل تتبعه متابعة الظل لجسده ، ليرسم لنا من تلك المعاني الفعلية والمفتعلة أو حتى الأفكار والرؤى المنظورة ضمن ادلوجية الفرد ذاته ، ونستطيع هنا أيضا بوصفها بالقيادية لكل الأمور الملموسة والمحسوسة ، وقد لا استبعد هنا أيضا اختيار شريك الحياة في هذا الأمر ، ففي تلك الحلقات المبدئية ، نكون قد بدأنا في شق أول الطرق في اختيار أقدارنا ، والتي اضمنها لكم الآن بتلك المقولة، اختيار الرفيق قبل الطريق ، وما أكثرها تلك الطرق الحياتية التي نحاكيها في سيرنا اليومي محتومين ومأسورين، إلا أن جميع الخيارات التي تواجهنا تظل دوما منسوبة إلى خياراتنا المتعددة كوننا مخيرين في طبيعة خلقتنا ، وهذه الخيارات المتعددة، هي التي ترسم صورة الإنسان نفسه، وكذلك في فرز معدنه أو حتى معادنه المتعددة إن كانت بواطنه تحملها ضمن خوالج نفسه، في تنسيق النهج الذي يتخذه سبيلا في حياته اليومية حسبما يصادفه من أفعال، والتي تكون مصحوبة دوما بردود الأفعال، حسب قوانين الفيزياء الكونية، التي عرفنها خلال فطرتنا و معرفتنا، أو حتى من خلال وعي العقل الباطني، في استنباط الخيارات النهائية المبدئية، في طرق ومرفقات الحياة اليومية والفكرية، و على الرغم من اختلاف المسميات والتعريفات، التي شهدناها عبر العصور المختلفة ، إلا أنها تبقى وستبقى تحمل جوهرا واحدا ، للارتقاء إلى كلمة الرجل المناسب في المكان المناسب، أو الإنسان الخارق في تعبيره المجازي ربما، ولابد من تطبيق كل هذه الثوابت والمسميات التي اكتسبناها عن طريق الفطرة والوعي معا، في حاله مترجمة للأفكار التي نحملها خلال إيقاعات الخلايا العصبية داخل العقل البشري عندما تتصادم أمام الموقف أو الحدث المصحوب للفعل الموجود ضمن محيط الحياة التي نعاصرها بشكل دوري ، وكل هذه الأشياء لابد من أن تكون على شكل حركة ديناميكية ضمن حدود الجسد البشري، وعلى الرغم من أن اغلب هذه القرارات الفكرية والديناميكية، تسير وفق منهجية خاطئة خلال ترحالنا وتوقفنا أمام محطات الحياة ، و يعزو هذا الأمر إلى حاجة تفتقر فيها النفس البشرية لثوابت المطلقات من خوالد الأشياء الممنوحة لنا نحن ذوي الخلق الرفيع، وعلى الرغم من هذا الافتقار، فنحن نحمل في نفس الآنية، منحة ربانية مرسلة على شكل استشعارات حسية بقدرة خالق الأكوان، تجعلنا نعي تماما جميع الاتجاهات السلبية، التي سرنا على خطوطها المتعددة الألوان وفرزها من مشتقات ومتقلبات تطابقاتها من حيث الخلط والاختلاط ، لسلوك الدرب الأول من الاختيار الأول والذي يكون بعادته مصحوبا بخيارات أخرى رجوعا إلى نفس الرؤى المنظورة والملموسة وحتى غير المحسوسة ، وقد يعزى هذا الأمر إلى بعض الاستشعارات الحسية التي امتلكناها خلال وجودنا على هذا الكوكب المادي المسمى" بالأرض" ، ولوضوح المعنى من خلال جميع هذه الجمل المبهمة التعبير ، فقد اعتبرت نفسي في هذا المقال منبرا للكثير من الأشخاص، الذين اكتسبوا قدرة العقل الباطني وإيحاءاته ، ولم اعتبر نفسي هنا مروحة للكثير من الكسالى، الذين يبحثون عن ثغرات ضمن مسميات الجمل المركبة في إملاء جميع الأخطاء الفكرية والتطبيقية، على بعض الشروعات والخروقات، التي تكاد تكون القبو الذي يجعلنا نخزن فيه جميع سلبيات العقل وحتى المنطق، للوصول إلى عالم السلبيات الفعلية، التي نحن نلمسها كل يوم من خلال رحالنا وترحالنا في دروب وسلوكيات الحياة ، وقبل أن اطوي صفحاتي الأخير ، لتبدأ صفحات أخرى في الكتابة كونوا على موعد أخر وفكرة أخرى ، في مثل هذا اليوم من منابر الحياة وللحديث بقية ....
وسحقاً لكل سراق النصوص الأدبيةُ
الموضوع :
كلمات من صفحات من القدر المصدر :
منتديات ابن الفرات ودجله