تعلمون إن أخوف أية في القرآن الكريم، هي قوله تعالى : {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}!.. [23 الفرقان].
إنها حقاً من أكثر آيات القرآن تخويفاً للمؤمنين، وتتحدث عن فئة من المسلمين تقوم بأعمال كجبال تهامة : من حج، وصدقات، وقراء ة قرآن، وأعمال بر كثيرة، وقيام ليل، ودعوة، وصيام، وغيرها من الأعمال ؛ وإذ بالله تعالى ينسف هذه الأعمال، فيكون صاحبها من المفلسين!..
وذلك لأن عنصر الإخلاص كان ينقص تلك الأعمال، فليس لصاحب تلك الأعمال إلا التعب والسهر والجوع، ولا خلاص يوم القيامة من العذاب والفضيحة إلا بالإخلاص، ولا قبول للعمل إلا بالإخلاص.. كان معروف الكرخي نصرانيا ثم أسلم وتزهد، وكان يكثر من القول لنفسه معاتباً : " يا نفس!.. كم تبكين أخلصي وتخلصي! ".
عن أبى جعفر عليه السلام عندما سئل عن تفسير هذه الآية الكريمة قال ((يبعث الله عزوجل يوم القيامة قوما بين أيديهم نور لأشد بياضاً من القباطى ثم يقول له : ( كن هباء منثورا ) ثم قال : اما والله انهم كانوا يصومون ويصلون ، ولكن كانوا اذا عرض لهم شئ من الحرام أخذوه ، واذا ذكر لهم شئ عن فضل أمير المؤمنين عليه السلام أنكروه ، قال : والهباء المنثور هو الذى تراه يدخل البيت في الكوة مثل شعاع الشمس)) .
نسأل الله تعالى أن يجعل جميع أعمالنا وأقوالنا وعباداتنا صائبة خالصة لوجه الله سبحانه!..
الموضوع :
اخوف ايه في القران الكريم المصدر :
منتديات ابن الفرات ودجله