خذني إليكَـ
خُذني إِلَيكَ فَإِنِّي جِئـتُ أَعتَـرِفُ
أَنَّ السِّنينَ المَضَتْ تَحتَ الثَّرى تَقِفُ
مُذْ غَادَرَتنِي أَمَاسِيكَ الَّتـي أَفَلَـت
ظَلَّت سَمَايَ بِهَولِ الصَّمتِ تَلتَحِفُ
سَقَيتُ صَبريَ حَتَّى بَـاتَ يَكبُرُنِـي
وَرُحتُ أَحصِدُهُ وَحـدِي وَأَقتَطِـفُ
وَذَا انْتِظَـارِيَ تَسبِيـحٌ وَأَدعِـيَـةٌ
وَأَنتَ تُحرِقُ مَا تُنبِي بِـهِ الصُّحُـفُ
أَقسَمتُ أَنَّكَ مِلءُ الرُّوحِ تَسكنهـا
وذا صَداكَ مَعـي تَشتاقُـهُ الغُـرَفُ
الليلُ بَعضُ اصطباري كيف ترشدني
إلى مدىً فيـهِ شمـسُ اللهِ تَنتَصِـفُ
بَاقٍ وطَيفُكَ رغـمَ البعـدِ ترسمُـهُ
أناملي لوحـةً يَجتَاحُهـا الأَسَـفُ
تَرَكتَنِـي أَستَثيـرُ البُـؤسَ ذاكـرَةً
فَلَم أَجِدْ مَلجَـأً كالصَّبـرِ يَتَّصِـفُ
مَا بَينَ وَالِدَةٍ خَـاطَ الزَّمـانُ لهـا
ثَوبَ الرَّدى وَشَقِيقٍ دونَـهُ الحُتُـفُ
مُضَمَّـخٌ وَرَمـادُ الصّبـرِ يَملَؤُنـي
وكُلُّ ما أَبتَغِيـهِ اليـومَ مُنصَـرِفُ
مُذ حَوَّلَت مُدُنِي للرِّيـحِ نَاظِرَهـا
تَرَاكَمَ الهَمُّ حتّـى أَمحَـلَ التَّـرَفُ
وَمُذ تَعَرَّتْ وجوهُ الغَدرِ فـي أُفُقِـي
عَرَفتُ كُلَّ أَمَانِيهِـم وَهُـم عَرَفُـوا
خُذنِي إِليكَ فَإِنّي جِئـتُ أَغتَـرِفُ
مِن مُقلَتَيكَ وَدَمعِي جَـاءَ يَستَلِـفُ
لا, لَستُ أَندبُ أَمساً كـانَ يقلقنـي
لكنَّنِـي لِغَـدٍ أَدرِيـهِ يَنـحَـرِفُ
فَكُلُّ مَن وَقَفُوا بالأمسِ قَد رَحَلـوا
وَأَودَعُوني النّوى يا لَيتَ مَـا وَقَفُـوا
وَكُلّ مَن هَتَفوا بِالأمسِ قَد كَذبـوا
وَحَمَّلوني الأَذَى يَا لَيتَ مَـا هَتَفـوا
وَكُلّ مَن حَلَفوا بِالأمسِ قَد نَكَثـوا
أَيمَانَهُم بَعدَنَا يَا لَيـتَ مَـا حَلَفـوا
هُم أَرَّخُوني لِلَيـلٍ لَسـتُ أَعرِفُـهُ
وَأَنكَروني ضُحىً مِن بَعدِ مَا انكَشَفوا
بَاعُوا مَرَاكِبَنَـا لِلرّيـحِ فَانكَفَـأَت
هُنَا,وَذَا مَركَبي قَـد نَالَـهُ التَّلَـفُ
وَأَنتَ يَا أَنـتَ لا تَأتـي فَتَمنَحُنـي
دِفءَ الليالـي ولا قُربـي فَنَأتَلِـفُ
كَم ذَا أُكَابِدُ وَحدي لَيسَ يَعضدُنـي
أَخٌ قَريبٌ بِـهِ الأَحـزانُ تَنكَشِـفُ
ظَلَلتُ وَحديَ فِي مِحرابِ أَسئِلَتـي
أُرَتِّلُ الهَمَّ وَالأَشبَـاحُ لِـي كَنَـفُ
عَشرٌ مَضَينَ وَذَاتُ الليـلِ يؤرقنـي
أُحصي النّجومَ وَغَيري بِالسّكونِ غَفوا
عُدْ كَيْ تُنيرَ دُجى ليـلٍ يُحاصِرُنـي
أَوْ لا تَعُدْ إنّنـي لليـأسِ أَنصَـرِفُ
الموضوع :
خذني اليك المصدر :
منتديات ابن الفرات ودجله