الناس في تعاملهم بعضهم مع بعض صنفان:
صنف يراعي ذوقيات المعاملات ويلتزم بها،
ويصوب نظره إلى جوانب الخير في الناس،
قاصداً تفعيلها وتنشيطها، فهو يحسن الظن بهم،
ويعلم أنه ما من شخص على وجه البسيطة مهما كان مُسيئاً –
إلا وتكمن داخله جوانب خير، فمن يتعامل مع الناس
بذوق قاصداً تفعيل الخير الكامن داخلهم واستثماره..
فهو كالنحلة، تتنقل بين الزهور بشتى أشكالها وأنواعها،
وترتشف رحيقها، ثم تخرجه عسلاً شهياً،
وبذلك تفيد نفسها وغيرها..
ومثل هذا الإنسان يدرك أن الخير في فطرة الناس، وربما تحجبه
غشاوة رقيقة أو جهالة عابرة، أو سوء خلق يمكن علاجه،
ومن ثم يمكن استخراج الخير من كل إنسان
إذا ما أحسنا التعامل معه مراعين ذوقيات القول والعمل.
أما الصنف الثاني من الناس –
وهو الذي يشبه الذبابة في منهج تعاملها،
فذاك صنف يفترض أن ما بداخل الناس كله شر،
ولا خير فيهم على الإطلاق،
ومن ثم يتعامل معهم عل هذا الأساس، فيسيء الظن بهم،
ويتعامل معهم على حذر، يكذبهم ولا يصدقهم،
ويستخونهم ولا يأتمنهم، فيؤذي نفسه والآخرين،
فكن كالنحل ولا تكن كالذباب.
الموضوع :
كن كالنحل ولاتكن كالذباب المصدر :
منتديات ابن الفرات ودجله