ليس انخفاض مستوى الحارس نور صبري هو السبب الرئيس في ابعاده عن صفوف المنتخب ، إذ أن انخفاض مستواه الفني لا يختلف في حاله عن حال عدد آخر من لاعبي المنتخب الوطني أمثال يونس محمود ، ونشأت أكرم ، وصالح سدير ، وهوار الملا محمد ، وقصي منير ، ومهدي كريم ، لكن الابعاد حصل بسبب المشكلة التي أثار زوبعتها نور في بطولة كأس القارات بسبب عدم اختياره كحارس أساسي في مباريات هذه البطولة ، فضلا عن تصريحاته العديدة بعد هذه البطولة ضد اتحاد حسين سعيد .
نعم ، لقد أخطأ نور صبري ، لكنه قدم اعتذارا عن تصرفه غير الصحيح في بطولة كأس القارات يتناسب مع أخلاقه العالية فمعروف عن صبري دماثته ورزانته ، لكن جَل مَن لا يخطىء .
الجميع غفر له الخطأ الا حسين سعيد ورفاقه في الاتحاد ، لذا لم يتم استدعاء صبري لصفوف المنتخب منذ تلك البطولة .
هذا الاستنتاج يوصلنا الى أن قضية عدم استدعاء نور صبري هي قضية شخصية وليست فنية ، لاسيما بعد الاصرار على عدم استدعائه بعد بطولة خليجي 20 التي أثبتت الحاجة الماسة الى وجود بديل للحارس محمد كاصد بخبرة وتجربة نور صبري ، تلك الحاجة التي تجسدت في مباراة منتخبنا أمام الكويت وخاصة في مرحلتها الحرجة ، نعني مرحلة الركلات الترجيحية التي سبق لصبري أن أثبت جدارة كبيرة فيها خلال بطولة كأس آسيا التي أحرزنا لقبها بعد فوزنا على منتخب كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي من خلال الضربات الترجيحية التي تألق فيها صبري .
نحن هنا لا نقلل من شأن الحارس الشاب علي مطشر ، إذ أننا نؤمن تماما بقدراته وموهبته الجيدة ونعتقد أن تواجده في صفوف المنتخب الوطني ضرورة ملحة لصقل موهبته واعداده لاستلام مسؤولية حراسة مرمى المنتخب العراقي في السنوات القادمة ، لكننا نعتقد في الوقت ذاته أن زجه في مباراة حاسمة مثل مباراتنا أمام الكويت ومن دون أية مشاركة رسمية سابقة يعد خطأ كبيرا ارتكبه كريم ناعم وسيتكرر الخطأ في حالة اشراكه في بطولة آسيا إذا ما تعرض كاصد ( لا سامح الله ) لاصابة في هذه البطولة لأن خبرة مطشر لا يمكنها أن تؤهله لخوض مباريات كبيرة حتى لو أتيحت له المشاركة في مباراة تجريبية واحدة تسبق هذه البطولة .
حصل الأمر نفسه مع نور صبري حينما انضم الى صفوف المنتخب الوطني كحارس ثالث مع الحارسين الكبيرين عامر عبدالوهاب وهاشم خميس وقد تمكن بعد مدة ليست قصيرة ، تخللها خوضه العديد من المباريات التجريبية والرسمية ، فضلا عن احتكاكه وكسبه خبرة عالية من عامر عبدالوهاب وهاشم خميس ، الوصول الى القمة وتمثيل المنتخب الوطني كحارس أساسي .
نحن نؤكد على استدعاء نور صبري لأننا على قناعة أن صبري في حالة فنية تؤهله للأنضمام الى المنتخب كاحتياط أول للحارس محمد كاصد لأنه أفضل من الناحية الفنية من الحارس الشاب علي مطشر في هذا الوقت
، فضلا عن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها صبري والتي لا تقارن مطلقا بخبرة علي مطشر .
ما نريد أن نصل اليه هو أن عدم استدعاء الحارس نور صبري الى صفوف المنتخب ليست قضية شخصية ، بل أنها قضية تخص سمعة العراق والكرة العراقية التي ستدافع عن نفسها كبطلة للقارة الآسيوية في البطولة القادمة .
لا نظلم كريم ناعم لأننا نحمله المسؤولية ، نعني مسؤولية ابعاد نور صبري عن صفوف المنتخب الوطني كوننا نتعامل مع الظاهر ، والظاهر هنا أنه المدرب المسؤول عن تسمية حراس مرمى المنتخب الوطني ، لكننا نؤكد هنا على قصدية ابعاد نور صبري من طرف اتحاد حسين مواصلة منهم خطة تدمير الكرة العراقية فهم يعرفون تماما أن عدم وجود بديل مؤهل لمحمد كاصد سيعرض الكرة العراقية الى كارثة في بطولة كأس آسيا ، لذا نعتقد أن المسؤولية الأخلاقية والوطنية تتطلب منه ، أي من ناعم المطالبة بضم نور صبري ، أو أن يقدم استقالته قبل فوات الأوان .
نذكره هنا بما فعل المدرب القدير راضي شنيشل حينما قدم استقالته بعد أن رفض الانضمام الى المؤامرة التي كان يحيكها الاتحاد ضد الكرة العراقية باصراره الاعتماد على لاعبين لا يستحقون تمثيل المنتخب . لقد استقال شنيشل بالرغم من أن بطولة كأس القارات كانت ستضيف الى تاريخه الشخصي الشيء الكثير .
الموضوع :
حقيقه عدم استدعاء نور صبري وهي----- المصدر :
منتديات ابن الفرات ودجله