المدير العاممساهماتك : 1611
نقاط : 3464
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
العمر : 36
| موضوع: فصــل النظافــة والجمــال الجمعة أكتوبر 08, 2010 5:06 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته * فصل سر وجود الهمل رأيتأكثر الخلق في وجودهم كالمعدومين فمنهم من لا يعرف الخالق ومنهم من يثبتهعلى مقتضى حسه ومنهم من لا يفهم المقصود من التكليف. وترى المترسمين بالزهد يدأبون في القيام والقعود ويتركون الشهوات وينسون ما قد أنسوا به من شهوة الشهرة وتقبيل الأيادي. ولو كلم أحدهم لقال: ألمثلي يقال هذا ومن فلان الفاسق. فتعجبت كيف يصلح هؤلاء لمجاورة الحق وسكنى الجنة!. فرأيتأن الفائدة في وجودهم في الدنيا تجانس الفائدة في دخولهم الجنة فإنهم فيالدنيا بين معتبر به يعرف عارف الله سبحانه نعمة الله عليه بما كشف له مماغطى عن ذاك ويتم النظام بالاقتداء تصور أولئك. فإن العارف لا يتسع وقته لمخالطة من يقف مع الصورة الزاهد كراعي البهم والعالم كمؤدب الصبيان والعارف كملقن الحكمة. ولولا نفاط الملك وحارسه. ووقاد أتونه. ما تم عيشه. فمنتمام عيش العارف استعمال أولئك بحسبهم فإذا وصلوا إليه حرر مانعهم وفيهممن لا يصل إليه فيكون وجود أولئك كزيادة - لا - في الكلام. هي حشو وهي موكدة. فإن قال قائل: فهب هذا يصح في الدنيا. فكيف في الجنة. والجواب: أن الأنس بالجيران مطلوب ورؤية القاصر من تمام لذة الكامل ولكل شرب. ومن تأمل ما أشرت إليه كفاه رمز لفظي عن تطويل الشرح. فصل من دروس النشأة لما تلمحت تدبير الصانع في سوق رزقي. بتسخير السحاب. وإنزال المطر برفق والبذر دفين تحت الأرض كالموتى قد عفن ينتظر نفخة من صور الحياة فإذا أصابته اهتز خضراً. وإذاانقطع عنه الماء مد يد الطلب يستعطي وأمال رأسه خاضعاً ولبس حلل التغيرفهو محتاج إلى ما أنا محتاج إليه من حرارة الشمس وبرودة الماء ولطف النسيموتربية الأرض فسبحان من أراني - فيما يربيني به - كيف تربيتي في الأصل. فيا أيتها النفس التي قد اطلعت على بعض حكمه قبيح بك - والله - الإقبال على غيره. ثم العجب كيف تقبلين على فقير مثلك ينادي لسان حاله بي مثل ما بك يا حمام!. فارجعي إلى الأصل الأول واطلبي من المسبب. ويا طوبى لك أن عرفتيه فإن عرفانه ملك الدنيا والآخرة. فصل الخلوة وحلاوة المناجاة كنت في بداية الصبوة قد ألهمت سلوك طريق الزهاد بإدامة الصوم والصلاة. وحببت إلي الخلوة. فكنت أجد قلباً طيباً. وكانت عين بصيرتي قوية الحدة تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة وتبادر الوقت في اغتنام الطاعات. ولي نوع أنس وحلاوة مناجاة فانتهى الأمر إلى أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي فأمالني إليه فمال الطبع ففقدت تلك الحلاوة. ثم استمالني آخر فكنت أتقي مخالطته ومطاعمه لخوف الشبهات. وكانت حالتي قريبة. ثم جاء التأويل فانبسطت فيما يباح فانعدم ما كنت أجد من استنارة وسكينة. وصارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عدم النور كله. فكان حنيني إلى ما ضاع مني يوجب انزعاج أهل المجلس فيتوبون ويصلحون وأخرج مفلساً فيما بيني وبين حالي. وكثرضجيجي من مرضي وعجزت عن طب نفسي فلجأت إلى قبور الصالحين وتوسلت في صلاحيفاجتذبني لطف مولاي إلى الخلوة على كراهة مني ورد قلبي علي بعد نفور عنيوأراني عيب ما كنت أوثره. فأفقتمن مرض غفلتي! وقلت في مناجاة خلوتي: سيدي كيف أقدر على شكرك وبأيلسان أنطق بمدحك إذ لم تؤاخذني على غفلتي ونبهتني من رقدتي وأصلحت حاليعلى كره من طبعي. فما أربحني فيما سلب مني إذا كانت ثمرته اللجأ إليك!. وما أغناني إذ أفقرتني إليك وما آنسني إذ أوحشتني من خلقك. آه على زمان ضاع في غير خدمتك! أسفاً لوقت مضى في غير طاعتك. قد كنت إذا انتبهت وقت الفجر لا يؤلمني نومي طول الليل. وإذا انسلخ عني النهار لا يوجعني ضياع ذلك اليوم. وما علمت أن عدم الإحساس لقوة المرض. فالآن قد هبت نسائم العافية فأحسست بالألم فاستدللت على الصحة. فيا عظيم الإنعام تممم لي العافية. آه من سكر لم يعلم قدر عربدته إلا في وقت الإفاقة. لقد فتقت ما يصعب رتقه فواأسفاً على بضاعة ضاعت وعلى ملاح تعب في موج الشمال مصاعداً مدة ثم غلبه النوم فرد إلى مكانه الأول. يا من يقرأ تحذيري من التخليط فإني - وإن كنت نفسي بالفعل نصيح لإخواني بالقول - احذروا - إخواني من الترخص فيما لا يؤمن فساده. فإن الشيطان يزين المباح في أول مرتبة. ثم يجر إلي الجناح فتلمحوا المآل وافهموا الحال. وربماأراكم الغاية الصالحة وكان في الطريق إليها نوع مخالفة فيكفي الاعتبار فيتلك الحال إنما تأمل آدم الغاية وهي الخلد ولكنه غلط في الطريق وهذا أعجبمصايد إبليس التي يصيد بها العلماء. يتأولون لعواقب المصالح فيستعجلون ضرر المفاسد. مثاله أن يقول للعالم أدخل على هذا الظالم فاشفع في مظلوم فيستعجل الداخل رؤية المنكرات ويتزلزل دينه. وربما وقع في شرك صار به أظلم من ذلك الظالم. فمن لم يتق بدينه فليحذر من المصائد فإنها خفية. وأسلم ما للجبان العزلة خصوصاً في زمان قد مات فيه المعروف وعاش المنكر ولم يبق لأهل العلم وقع عند الولاة. فمن داخلهم دخل معهم فيما لا يجوز ولم يقدر على جذبهم مما هم فيه. ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات يراهم منسلخين من نفع العلم قد صاروا كالشرطة. فليس إلا العزلة عن الخلق. والإعراض عن كل تأويل فاسد في المخالطة. ولأن أنفع نفسي وحدي: خير لي من أن أنفع غيري وأتضرر. فإنه إن انفردت بمولاك فتح لك باب معرفته. فهان كل صعب وطاب كل مر وتيسر كل عسر وحصلت كل مطلوب. والله الموفق بفضله ولا حول ولا قوة إلا به. فصل مدخل الفساد تأملت على نفسي تأويلاً في مباح أنال به شيئاً من الدنيا إلا أنه في باب الورع كدر. فرأيته أولاً قد احتلب در الدين فذهبت حلاوة المعاملة لله تعالى. ثم عاد فقلص ضرع حلبي له فوقع الفقد للحالين. فقلت لنفسي: ما مثلك إلا كمثل وال ظالم جمع مالاً من غير حله فصودر. فأخذ منه الذي جمع وألزم ما لم يجمع. فالحذر الحذر من فساد التأويل فإن الله تعالى لا يخادع ولا ينال ما عنده بمعصيته. فصل خير الأمور الوسط رأيت نفسي كلما صفا فكرهاً أو اتعظت بدارج أو زارت قبور الصالحين تتحرك همتها في طلب العزلة والإقبال على معاملة الله تعالى. أتراك تريدين مني أن أسكن قفراً لا أنيس به فتفوتني صلاة الجماعة ويضيع مني ما قد علمته لفقد من أعلمه. وأن آكل الجشب الذي لم أتعوده فيقع نضوي طلحاً في يومين. وأن ألبس الخشن الذي لا أطيقه فلا أدري من كرب محمولي من أنا. وأن أتشاغل عن طلب ذرية تتعبد بعدي مع بقاء القدرة على الطلب. بالله ما نفعني العلم الذي بذلت فيه عمري إن وافقتك وأنا أعرفك غلط ما وقع لك بالعلم. اعلمي أن البدن مطية والمطية إذا لم يرفق بها لم تصل براكبها إلى المنزل. وليس مرادي بالرفق الإكثار من الشهوات وإنما أعني أخذ البلغة الصالحة للبدن فحينئذ يصفو الفكر ويصح العقل ويقوي الذهن. ألاترين إلى تأثير المعوقات عن صفاء الذهن في قوله عليه الصلاة والسلام: لايقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان وقاس العلماء على ذلك الجوع وما يجريمجراه من كونه حاقناً أو حاقباً. وهل الطبع إلا ككلب يشغله الأكل فإذا رمي له ما يتشاغل به طاب له الأكل. فأما الانفراد والعزلة فعن الشر لا عن الخير. ولو كان فيها لك وقع خير لنقل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم. هيهاتلقد عرفت أن أقواماً دام بهم التقلل واليبس إلى أن تغير فكرهم وقوي الخلطالسوداوي عليهم فاستوحشوا من الناس ومنهم من اجتمعت له من المآكل الرديةأخلاط مجة فبقي اليوم واليومين والثلاثة لا يأكل وهو يظن ذلك من أمداداللطف وإذا به من سوء الهضم. وفيهم من ترقى به الخلط إلى رؤية الأشباح فيظنها الملائكة. فالله الله في العلم والله الله في العقل فإن نور العقل لا ينبغي أن يتعرض لإطفائه والعلم لا يجوز الميل إلى تنقيصه. فإذا حفظا حفظاً وظائف الزمان ودفعا ما يؤذي وجلبا ما يصلح وصارت القوانين مستقيمة في المطعم والمشرب والمخالطة. فقالت لي النفس: فوظف لي وظيفة واحسبني مريضاً قد كتبت له شربة. فقلت لها: قد دللتك على العلم وهو طبيب ملازم. يصف كل لحظة لكل داء يعرض دواء يلائم. وفيالجملة ينبغي لك ملازمة تقوى الله عز وجل في المنطق والنظر وجميع الجوارحوتحقق الحلال في المطعم وإيداع كل لحظة ما يصلح لها من الخير ومناهبةالزمان في الأفضل ومجانبة ما يؤدي إلى من نقص ربح أو وقوع خسران. ولا تعملي عملاً إلا بعد تقديم النية. وتأهبي لمزعج الموت فكأن قد وما عندك من مجيئه في أي وقت يكون. ولا تتعرضي لمصالح البدن بل وفريها عليه وناوليه إياها على قانون الصواب لا على مقضى الهوى فإن إصلاح البدن سبب لإصلاح الدين. ودعيالرعونة التي يدل عليها الجهل لا العلم من قول النفس فلان يأكل الخلوالبقل وفلان لا ينام الليل فاحملي ما تطيقين وما قد علمت قوة البدنعليه. فإنالبهيمة إذا أقبلت إلى نهر أو ساقية فضربت لتقفز لم تفعل حتى تزن نفسهافإن علمت فيها قوة الطفر طفرت وإن علمت أنها لا تطيق لم تفعل ولو قتلت. وليسكل الأبدان تتساوى في الإطاقة ولقد حمل أقوام من المجاهدات في بداياتهمأشياء أوجبت أمراضاً قطعتهم عن خير وتسخطت قلوبهم بوقوعها فعليك بالعلم. فإنه شفاء من كل داء والله الموفق. عجبتمن أقوام يدعون العلم ويميلون إلى التشبيه بحملهم الأحاديث على ظواهرهافلو أنهم أمروها كما جاءت سلموا لأن من أمر ما جاء ومر من غير اعتراض ولاتعرض فما قال شيئاً لا له ولا عليه. ولكن أقواماً قصرت علومهم فرأت أن حمل الكلام على غير ظاهره نوع تعطيل ولو فهموا سعة اللغة لم يظنوا هذا. وماهم إلا بمثابة قول الحجاج لكاتبه وقد مدحته الخنساء فقالت: إذا هبطالحجاج أرضاً مريضة تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذيبها غلام إذا هز القناة شفاها فلما أتمت القصيدة قال: لكاتبه إقطعلسانها فجاء ذاك الكاتب المغفل بالموسى. فقالت له: ويلك إنما قال أجزل لها العطاء. ثم ذهبت إلى الحجاج فقالت: كاد والله يقطع مقولي. فكذلك الظاهرية الذين لم يسلموا بالتسليم فإنه من قرأ الآيات والأحاديث ولم يزد لم ألمه وهذه طريقة السلف. فأمامن قال: الحديث يقتضي كذا ويحمل على كذا مثل أن يقول: استولى علىالعرش بذاته ولقد عجبت لرجل أندلسي يقال له ابن عبد البر صنف كتاب التمهيدفذكر فيه حديث النزول إلى السماء الدنيا فقال: هذا يدل على أن اللهتعالى على العرش. لأنه لولا ذلك لما كان لقوله ينزل معنى. وهذا كلام جاهل بمعرفة الله عز وجل لأن هذا استسلف من حسه ما يعرفه من نزول الأجسام. فقاس صفة الحق عليه. فأين هؤلاء وأتباع الأثر. ولقد تكلموا بأقبح ما يتكلم به المتأولون ثم عابوا المتكلمين. واعلم أيها الطالب للرشاد أنه سبق إلينا من العقل والنقل أصلان راسخان. عليهما مر الأحاديث كلها. أما النقل فقوله سبحانه وتعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ومن فهم هذا لم يحمل وصفاً له على ما يوجبه الحس. وأما العقل فإنه قد علم مباينة الصانع للمصنوعات واستدل على حدوثها بتغيرها ودخول الانفعال عليها فثبت له قدم الصانع. وا عجباً كل العجب من راد لم يفهم طبيعة الكلام. أوليس العقل إذا استغنى في هذا صرف الأمر عن حقيقته. لما ثبت عند من يفهم ماهية الموت. فقال: الموت عرض يوجب بطلان الحياة. فكيف يمات الموت. فإذا قيل له فما تصنع بالحديث. قال: هذا ضرب مثل بإقامة صورة ليعلم بتلك الصورة الحسية فوات ذلك المعنى. قلنا له: فقد روي في الصحيح: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان. فقال الكلام لا يكون غمامة ولا يتشبه بها. قلنا له أفتعطل النقل قال: لا ولكن أقول يأتي ثوابهما. قلنا: فما الدليل الصارف لك عن هذه الحقائق. فقال: علمي بأن الكلام لا يتشبه بالأجسام والموت لا يذبح ذبح الأنعام ولقد علمتم سعة لغة العرب. ما ضاقت أعطانكم من سماع مثل هذا. فقال العلماء صدقت: هكذا نقول في تفسير مجيء البقرة وفي ذبح الموت. فقال:واعجبا لكم صرفتم عن الموت والكلام ما لا يليق بهما حفظاً لما علمتم منحقائقهما فكيف لم تصرفوا عن الإله القديم ما يوجب التشبيه له بخلقه بما قددل الدليل على تنزيهه فما زال يجادل الخصوم بهذه الأدلة. ويقول: لا أقطع حتى أقطع فما قطع حتى قطع. فصل حول دليل الرجم تفكرت في السر الذي أوجب حذف آية الرجم من القرآن لفظاً. مع ثبوت حكمها إجماعاً فوجدت لذلك معنيين. أحدهما: لطف الله تعالى بعباده في أنه لا يواجههم بأعظم المشاق. بل ذكر الجلد وستر الجرم ومن هذا المعنى قال بعض العلماء: إن الله تعالى قال في المكروهات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على لفظ لم يسم فاعله وإن كان قد علم أن هو الكاتب. فلما جاء إلى ما يوجب الراحة قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. والوجه الثاني: أنه يبين بذلك فضل الأمة في بذلها النفوس قنوعاً ببعض الأدلة. فإن الاتفاق لما وقع على ذلك الحكم كان دليلاً. إلا أنه ليس كالدليل المقطوع بنصه. ومن هذا الجنس شروع الخليل عليه الصلاة والسلام في ذبح ولده بمنام وإن كان الوحي في اليقظة آكد. فصل قوانين الأسباب والمسببات عرضت لي حالة لجأت فيها بقلبي إلى الله تعالى وحده عالماً بأنه لا يقدر على جلب نفعي ودفع ضري سواه. ثم قمت أتعرض بالأسباب فأنكر على يقيني وقال: هذا قدح في التوكل. فقلت: ليس كذلك فإن الله تعالى وضعها من الحكم. وكان معنى حالي أن ما وضعت لا يفيد وإن وجوده كالعدم. وما زالت الأسباب في الشرع كقوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وقال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وقدظاهر النبي صلى الله عليه وسلم بين درعين وشاور طبيبين ولما خرج إلىالطائف لم يقدر على دخول مكة حتى بعث إلى المطعم بن عدي فقال: أدخل فيجوارك. وقد كان يمكنه أن يدخل متوكلاً بلا سبب. فإذا جعل الشرع الأمور منوطة بالأسباب كان إعراضي عن الأسباب دفعاً للحكمة. ولهذاأرى أن التداوي مندوب إليه وقد ذهب صاحب مذهبي إلى أن ترك التداوي أفضلومنعني الدليل من اتباعه في هذا فإن الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليهوسلم قال: ما ومرتبة هذه اللفظة الأمر والأمر إما أن يكون واجباً أوندباً. ولم يسبقه حظر فيقال: هو أمر إباحة. وكانت عائشة رضي الله عنه تقول: تعلمت الطب من كثرة أمراض رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينعت له. وقال عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: كل من هذا فإنه أوفق لك من هذا. ومن ذهب إلى أن تركه أفضل احتج بقوله عليه الصلاة والسلام: يدخل الجنة سبعون ألفاً بلا حساب. ثم وصفهم فقال: لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. وهذالا ينافي التداوي لأنه قد كان أقوام يكتوون لئلا يمرضوا ويسترقون لئلاتصيبهم نكبة وقد كوى عليه الصلاة والسلام سعد بن زرارة ورخص في الرقية فيالحديث الصحيح. فعلمنا أن المراد ما أشرنا إليه. وإذا عرفت الحاجة إلى إسهال الطبع رأيت أن أكل البلوط مما يمنع عنه علمي وشرب ماء التمر عندي أوفق وهذا طب. فإذالم أشرب ما يوافقني ثم قلت اللهم عافني قالت لي الحكمة: أما سمعت أعقلهاوتوكل إشرب وقل عافني ولا تكن كمن بين زرعه وبين النهر كف من تراب تكاسلأن يرفعه بيده ثم قام يصلي صلاة الاستسقاء. وماهذه الحالة إلا كحال من سافر على التجريد وإنما سافر على التجريد لأنهيجرب بربه عز وجل هل يرزقه أو لا وقد تقدم الأمر إليه: "وَتَزَوَّدُوا " فقال: لا أتزود فهذا هالك قبل أن يهلكه. ولو جاء وقت صلاة وليس معه ماء ليم على تفريطه وقيل له: هلا استصحبت الماء قبل المفازة. فالحذر الحذر من أفعال أقوام فمرقوا عن الأوضاع الدينية وظنوا أن كمال الدين بالخروج عن الطباع والمخالفة للأوضاع. ولولاقوة العلم والرسوخ فيه لما قدرت على شرح هذا ولا عرفته فافهم ما أشرت إليهفهو أنفع لك من كراريس تسمعها وكن مع أهل المعاني لا مع أهل الحشو. فصل النظافة والجمال تلمحت على خلق كثير من الناس إهمال أبدانهم فمنهم من لا ينظف فمه بالخلال بعد الأكل. ومنهممن لا ينقي يديه في غسلها من الزهم ومنهم من لا يكاد يستاك وفيهم من لايكتحل وفيهم من لا يراعي الإبط إلى غير ذلك فيعود هذا الإهمال بالخلل فيالدين والدنيا. أماالدين إنه قد أمر المؤمن بالتنظف والاغتسال للجمعة لأجل اجتماعه بالناسونهى عن دخول المسجد إذا أكل الثوم وأمر الشرع بتنقية البراجم وقص الأظفاروالسواك والاستحداد. وغير ذلك من الآداب. فإذاأهمل ذلك ترك مسنون الشرع وربما تعدى بعض ذلك إلى فساد العبادة مثل أنيهمل أظفاره فيجمع تحته الوسخ المانع للماء في الوضوء أن يصل. وأما الدنيا فإني رأيت جماعة من المهملين أنفسهم يتقدمون إلى السرار. والغفلة التي أوجبت إهمالهم أنفسهم أوجبت جهلهم بالأذى الحادث عنهم. فإذ أخذوا في مناجاة السر لم يمكن أن أصدف عنهم لأنهم يقصدون السر فألقى الشدائد من ريح أفواههم. ولعل أكثرهم من وقت انتباههم ما أمر أصبعه على أسنانه. ثم يوجب مثل هذا نفور المرأة وقد لا تستحسن ذكر ذلك للرجل فيثمر ذلك التفاتها عنه. وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إني لأحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين وفي الناس من يقول: هذا تصنع. وليس بشيء فإن الله تعالى: " زيَّنَنَا لَمّا خَلَقَنَا ". لأن العين حظاً في النظر. ومن تأمل أهداب العين والحاجبين. وحسن ترتيب الخلقة علم أن الله زين الآدمي. وقدكان النبي صلى الله عليه وسلم أنظف الناس وأطيب الناس وفي الحديث عنه صلىالله عليه وسلم يرفع يديه حتى تبين عفرة إبطيه وكان ساقه ربما انكشفتفكأنها جمارة. وكان لا يفارقه السواك وكان يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة. وفي حديث أنس الصحيح: ما شانه الله بيضاء. وقد قالت الحكماء: من نظف ثوبه قل همه ومن طاب ريحه زاد عقله. وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: ما لكم تدخلون علي قلحاً استاكوا. وقد فضلت الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك فالمتنظف ينعم نفسه ويرفع منها قدرها. وقد قال الحكماء: من طال ظفره قصرت يده ثم إنه يقرب من قلوب الخلق وتحبه النفوس لنظافته وطيبه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب. ثم إنه يؤنس الزوجة بتلك الحال. فإن النساء شقائق الرجال فكما أنه يكره الشيء منها فكذلك هي تكرهه وربما صبر هو على ما يكره وهي لا تصبر. وقد رأيت جماعة يزعمون أنهم زهاد وهم من أقذر الناس وذلك أنهم ما قومهم العلم. وأماما يحكى عن داود الطائي: أنه قيل له لو سرحت لحيتك فقال: إني عنهامشغول فهذا معتذر عن العمل بالسنة والإخبار عن غيبته عن نفسه بشدة خوفه منالآخرة ولو كان مفيقاً لذلك لم يتركه فلا يحتج بحال المغلوبين. ومن تأمل خصائص الرسول الله صلى الله عليه وسلم رأى كاملاً في العلم والعمل فيه يكون الاقتداء وهو الحجة على الخلق. فصل اخشوشنوا تأملت مبالغة أرباب الدنيا في اتقاء الحر والبرد. فرأيتها تعكس المقصود في باب الحكمة. وإنما تحصل مجرد لذة ولا خير في لذة تعقب ألماً. فأما في الحر فإنهم يشربون الماء المثلوج. وذلكعلى غاية في الضرر وأهل الطب يقولون: إنه يحدث أمراضاً صعبة يظهر أثرهافي وقت الشيخوخة ويضعون الخيوش المضاعفة الرقيق وهذا من حيث الحكمة مضادما وضعه الله تعالى. فإنهجعل الحر لتحلل الأخلاط والبرد لجمودها فيجعلون هم جميع السنة ربيعاًفتنعكس الحكمة التي وضع الحر والبرد لها ويرجع الأذى على الأبدان. ولا يظن سامع هذا أني آمره بملاقاة الحر والبرد. وإنما أقول له: لا يفرط في التوقي بل يتعرض في الحر لما يحلل بعض الأخلاط إلى حد لا يؤثر في القوة. وفي البرد بأن يصيبك منه الأمر القريب لا المؤذي فإن الحر والبرد لمصالح البدن. وقد كان بعض الأمراء يصون نفسه من الحر والبرد أصلاً فتغيرت حالته فمات عاجلاً وقد ذكرت قصته في كتاب لقط المنافع في علم الطب. فصل فلسفة الصبر والرضا ليس في التكليف أصعب من الصبر على القضاء ولا فيه أفضل من الرضى به. فأما الصبر: فهو فرض. وأما الرضا فهو فضل. وإنماصعب الصبر لأن القدر يجري في الأغلب بمكروه النفس وليس مكروه النفس يقفعلى المرض والأذى في البدن بل هو يتنوع حتى يتحير العقل في حكمة جريانالقدر. فمن ذلك أنك إذا رأيت مغموراً بالدنيا قد سالت له أوديتها حتى لا يدري ما يصنع بالمال فهو يصوغه أواني يستعملها. ومعلوم أن البلور والعقيق والشبه قد يكون أحسن منها صورة غير أن قلة مبالاته بالشريعة جعلت عنده وجود النهي كعدمه. ويلبس الحرير ويظلم الناس والدنيا منصبة عليه. ثم يرى خلقاً من أهل الدين وطلاب العلم مغمورين بالفقر والبلاء مقهورين تحت ولاية ذلك الظالم. فحينئذ يجد الشيطان طريقاً للوسواس ويبتدي بالقدح في حكمة القدر. فيحتاج المؤمن إلى الصبر على ما يلقى من الضر في الدنيا وعلى جدال إبليس في ذلك. وكذلك في تسليط الكفار على المسلمين والفساق على أهل الدين. وأبلغ من هذا إيلام الحيوان وتعذيب الأطفال ففي مثل هذه المواطن يتمحص الإيمان. ومما يقوي الصبر على الحالتين النقل والعقل. أماالنقل فالقرآن والسنة أما القرآن فمنقسم إلى قسمين أحدهما بيان سبب إعطاءالكافر والعاصي فمن ذلك قوله تعالى: " إِنَّمَا نُملي لهمْليزْدَادُوا إثماً ". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وفي القرآن من هذا كثير. والقسم الثاني: ابتلاء المؤمن بما يلقى كقوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفي القرآن من هذا كثير. وأما السنة فمنقسمة إلى قول وحال. أماالحال: فإنه صلى الله عليه وسلم كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبهفبكى عمر رضي الله عنه وقال: كسرى وقيصر في الحرير والديباج فقال له صلىالله عليه وسلم: أفي شك أنت يا عمر ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهمالدنيا. وأما القول فكقوله عليه الصلاة والسلام: لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء. وأما العقل: فإنه يقوي عساكر الصبر بجنود منها أن يقول: قد ثبتت عندي الأدلة القاطعة على حكمة المقدر. فلا أترك الأصل الثابت لما يظنه الجاهل خللاً. ومنهاأن يقول: ما قد استهولته أيها الناظر من بسط يد العاصي هي قبض في المعنىوما قد أثر عندك من قبض يد الطائع بسط في المعنى لأن ذلك البسط يوجبعقاباً طويلاً وهذا القبض يؤثر انبساطاً في الأجر جزيلاً فزمان الرجلينينقضي عن قريب. والمراحل تطوى. والركبان في السير الحثيث. ومنهاأن يقول: قد ثبت أن المؤمن بالله كالأجير وأن زمن التكليف كبياض نهارولا ينبغي للمستعمل في الطين إن يلبس نظيف الثياب بل ينبغي أن يصابر ساعاتالعمل فإذا فرغ تنظف ولبس أجود ثيابه. فمن ترفه وقت العمل ندم وقت تفريق الأجرة وعوقب على التواني فيما كلف فهذه النبذة تقوي أزر الصبر. وأزيدهابسطاً فأقول: أترى إذا أريد اتخاذ شهداء فكيف لا يخلق أقوام يبسطونأيديهم لقتل المؤمنين أفيجوز أن يفتك بعمر إلا مثل أبي لؤلؤة وبعلي إلامثل ابن ملجم: أفيصح أن يقتل يحيى بن زكريا إلا جبار كافر ولو أن عينالفهم زال عنها غشاء العشا. . لرأيت المسبب لا الأسباب والمقدر لا الأقدار فصبرت على بلائه. إيثاراً لما يريد ومن ههنا ينشأ الرضى. كما قيل لبعض أهل البلاء: ادع الله بالعافية فقال: أحبه إلي أحبه إلى الله عز وجل. إن كان رضاكم في سهري فسلام اللّه على وسني لما أنهيت كتابة الفصل المتقدم. هتف بي هاتف من باطني. دعني من شرح الصبر على الأقدار فإني قد اكتفيت بأنموذج ما شرحت. وصف حال الرضى. فإني أجد نسيماً من ذكره فيه روح للروح. فقلت: أيها الهاتف اسمع الجواب. وافهم الصواب. إن الرضى من جملة ثمرات المعرفة فإذا عرفته رضيت بقضائه وقد يجري في ضمن القضاء مرارات يجد بعض طعمها الراضي. أما العارف فتقل عنده المرارات لقوة حلاوة المعرفة. فإذاترقى بالمعرفة إلى المحبة صارت مرارة الأقدار حلاوة كما قال القائل:عذابه فيك عذب وبعده فيك قرب وأنت عندي كروحي بل أنت منها أحب حسبي منالحب أني لما تحبّ أحبّ وقال بعض المحبين في هذا المعنى: ويقبح من سواكالفعل عندي فتفعله فيحسن منك ذاك فصاح بي الهاتف. حدثنيبماذا أرضى قدر أني أرضى في أقداره بالمرض والفقر أفأرضى بالكسل عن خدمتهوالبعد عن أهل محبته فبين لي ما الذي يدخل تحت الرضى مما لا يدخل. فقلت له: نعم ما سألت فاسمع الفرق سماع من ألقى السمع وهو شهيد. إرضى بما كان منه. فأما الكسل والتخلف فذاك منسوب إليك فلا ترضى به من فعلك. وكن مستوفياً حقه عليك مناقشاً نفسك فيما يقربك منه غير راض منها بالتواني في المجاهدة. فأما ما يصدر من أقضيته المجردة التي لا كسب لك فيها. فكنراضياً بها كما قالت رابعة رحمة الله عليها - وقد ذكر عندها رجل من العباديلتقط من مزبلة فيأكل فقيل: هلا سأل الله تعالى أن يجعل رزقه من غير هذا- فقالت: إن الراضي لا يتخير ومن ذاق طعم المعرفة. وجد فيه طعم المحبة فوقع الرضى عنده ضرورة. فينبغي الاجتهاد في طلب المعرفة بالأدلة ثم العمل بمقتضى المعرفة بالجد في الخدمة لعل ذلك يورث المحبة. فقد قال سبحانه وتعالى: لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. فذلك الغنى الأكبر. ووافقراه. رأيتجمهور العلماء يشغلهم طلبهم للعلم في زمن الصبا عن المعاش فيحتاجون إلى مالا بد منه فلا يصلهم من بيت المال شيء ولا من صلات الإخوان ما يكفيفيحتاجون إلى التعرض للإذلال فلم أر في ذلك من الحكمة إلا سببين. أحدهما: قمع إعجابهم بهذا الإذلال وا الموضوع : فصــل النظافــة والجمــال المصدر : منتديات ابن الفرات ودجله |
|
المدير العاممساهماتك : 554
نقاط : 1191
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/04/2010
| موضوع: رد: فصــل النظافــة والجمــال الأربعاء ديسمبر 01, 2010 9:14 am | |
| |
|