منتديات ابن الفرات ودجله
اهلا وسهلا بكم في منتديات ابن الفرات ودجله نتمنى لكم قضاء وقت ممتع ورائع معنا فأذا الرغبت التسجيل نرحب بك عضوا واخا معنا واذا كنت من احد الاعضاء فقم بالدخول












تحياتي لكم


المدير العام
منتديات ابن الفرات ودجله
اهلا وسهلا بكم في منتديات ابن الفرات ودجله نتمنى لكم قضاء وقت ممتع ورائع معنا فأذا الرغبت التسجيل نرحب بك عضوا واخا معنا واذا كنت من احد الاعضاء فقم بالدخول












تحياتي لكم


المدير العام
منتديات ابن الفرات ودجله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عربي, عام , تطويري , اشهاري , هاكات , زوار , طلبات تصميم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

  ابكتني بحرقه.........

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ALI ALIRAQI

المدير العام

المدير العام
ALI ALIRAQI

مساهماتك : 1611

نقاط : 3464

السٌّمعَة : 1

تاريخ التسجيل : 26/02/2010

العمر : 35


 ابكتني بحرقه......... Empty
مُساهمةموضوع: ابكتني بحرقه.........    ابكتني بحرقه......... Emptyالجمعة أكتوبر 08, 2010 4:59 am

لمأكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة.. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئةبالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى فيالغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون‎.

أذكر ليلتها أنّيأضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرةصوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك..لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم منلساني‎.

أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل فيالسّوق.... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدريما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق‎..

عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد... أين كنتَ ؟‎

قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع‎ ....

كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً .... الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا‎ ..

سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع‎ .

حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي الآلام ساعاتطوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت طويلاًحتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني‎.

بعد ساعة... اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً..أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت علىولادة زوجتي‎.

صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم‎.

قالوا، أولاً راجع الطبيبة‎ ..

دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .... والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر‎ !!

خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس‎.

سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثمتذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي‎ ..

لم تحزن زوجتي... كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس‎ ..

خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً.اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها.كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكنيلم أستطع أن أحبّه‎ !

كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوتهغريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبحثقيلاً على نفسي أكثر.. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً‎.

مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم‎ ..

لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب منتصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتماميبباقي إخوته‎..

كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبتزوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرورالسنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر‎.

في يوم جمعة،استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنتمدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزلفاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة‎!

إنّها المرّة الأولىالتي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفتإليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا فيالغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟‎!

حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديهالصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول:الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفضأن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبببكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض‎.

أتدري ما السبب!! تأخّر عليهأخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّيجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب..فبكى‎.

أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم‎ !!..

قال: نعم‎ ..

نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟‎

قال: أكيد عمر .... لكنه يتأخر دائماً‎ ..

قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك‎ ..

دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيديوأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أنأخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك‎.

لا أذكر متى كانت آخرمرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوفوالنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاًبالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبةالجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه‎ ...

بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ...طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر فيالفهرس تارة .. حتى وجدتها‎.

أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة‎!!

خجلت من نفسي.. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت..دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ..... فبدأت أبكيكالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهمفحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق‎ ...

لمأشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممتهإلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حينانسقت وراء فساق يجرونني إلى النار‎.

عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم‎ ..

من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحتلي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياءألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر.. ختمت القرآن عدّةمرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي منالنّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التيكانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراهيظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه‎.

ذاتيوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدةللدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنهاسترفض... لكن حدث العكس‎ !

فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً‎.

توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً‎...

تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت ليالفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلىسالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّاأن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم‎.

كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها‎ ..

قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت‎...

أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئتبابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ:بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت‎.

استعذت بالله من الشيطان الرجيم‎ ..

أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح‎.

تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟‎

قالت: لا شيء‎ .

فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟‎

خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها‎...

صرخت بها ... سالم! أين سالم ..؟‎

لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله‎...

لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة‎.

عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلىالمستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده‎ ..

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله‎

إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله

لا اله‎ الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم

منقوووووووووووول
I love you
 الموضوع : ابكتني بحرقه.........  المصدر : منتديات ابن الفرات ودجله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سامي المشكور

المدير العام

المدير العام
سامي المشكور

مساهماتك : 554

نقاط : 1191

السٌّمعَة : 1

تاريخ التسجيل : 11/04/2010


 ابكتني بحرقه......... Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابكتني بحرقه.........    ابكتني بحرقه......... Emptyالأربعاء ديسمبر 01, 2010 9:17 am

ممتاز موضوع جميل
 الموضوع : ابكتني بحرقه.........  المصدر : منتديات ابن الفرات ودجله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

ابكتني بحرقه.........

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» ابكتني بحرقه.......................
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابن الفرات ودجله :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي-

تحويل اسير المعذب

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع