المدير العاممساهماتك : 1611
نقاط : 3464
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 26/02/2010
العمر : 36
| موضوع: البكاااااااااااااء الجمعة أكتوبر 08, 2010 4:56 am | |
| <blockquote> الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبعد البكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر أهل التفسير ، فقد قال القرطبي في تفسيرقول الله تعالى : { وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } [ النجم / 43 ] : "أي : قضى أسباب الضحك والبكاء ، وقال عطاء بن أبي مسلم : يعني : أفرحوأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء ... " تفسير القرطبي " ( 17 / 116 ) . وبما أن البكاء فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالباً فإنه مباح بشرط ألايصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره ، لقول النبي صَلّىاللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولابحزنِ القلبِ ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ "البخاري ( 1242 ) ومسلم ( 924 ) . أنواع البكاء وأصدقها قال يزيد بن ميسرة رحمه الله :" البكاء من سبعة أشياء : البكاء من الفرح ، والبكاء من الحزن ، والفزع ،والرياء ، والوجع ، والشكر ، وبكاء من خشية الله تعالى ، فذلك الذي تُطفِئالدمعة منها أمثال البحور من النار ! " . وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه " زاد المعاد " عشرة أنواع للبكاء نوردها كما ذكرها . * بكاء الخوف والخشية . * بكاء الرحمة والرقة . * بكاء المحبة والشوق . * بكاء الفرح والسرور . * بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله . * بكاءالحزن .... وفرقه عن بكاء الخوف ، أن الأول " الحزن " : يكون على ما مضىمن حصول مكروه أو فوات محبوب وبكاء الخوف : يكون لما يتوقع في المستقبل منذلك ، والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردةوالقلب فرحان ، ودمعة الحزن : حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يُفرح بههو " قرة عين " وأقرّ به عينه ، ولما يُحزن : هو سخينة العين ، وأسخن اللهبه عينه . * بكاء الخور والضعف . * بكاء النفاق وهو : أن تدمع العين والقلب قاس . * البكاءالمستعار والمستأجر عليه ، كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها . * بكاء الموافقة : فهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون يراهم يبكون فيبكي . " زاد المعاد " ( 1 / 184 ، 185 ) . والبكاء من خشية الله تعالى أصدق بكاء تردد في النفوس ، وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة . البكاء الكاذب البكاءقد يكون دليلاً على صدق الباكي ، وقد لا يكون ، وقد ذكر القرآن الكريم قصةإخوة يوسف عليه السلام وكيف تباكوا على أخيهم كذباً فقال تعالى : { وجاؤواأباهُمْ عِشَاءً يَبْكونَ } [ يوسف / 16 ] ، وعلى هذا فإن بكاء أحدالمتخاصمين في القضاء ليس دليلاً يُعتدُّ به . بكاء الإثم !! البكاء على موت كافر أو طاغية أو فاسد ، والبكاء العاشقين ، وأهل الغرام بالأغاني .فما في الأرض أشقى مـن محب *** وإن وجد الهـوى حلو المذاق تـراه باكيـا فـي كــل حـين *** مخافـة فرقـة أو لاشـتياق فتسخـن عينـه عنـد التلاقـي *** وتسـخن عينـه عند الفراق ويبكـي إن نـأوا شوقـا إليهـم *** ويبكي إن دنوا خوف الفـراق فضل البكاء من خشية الله قالتعالى : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُواإِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُعَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُنَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور / 25 – 28 ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع " . رواه الترمذي ( 1633 ) . وقالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " سَبْعَةٌيُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌعادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُمُعَلَّق بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعاعَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُمَنْصِبٍ وَجَمالٍ ، فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَبِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ،ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " . رواه البخاري ( 629 ) ومسلم ( 1031 ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار ، عين بكتمن خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " . رواه الترمذي ( 1639 ) ،وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1338 ) . وقالالنبي صلى الله عليه وسلم : " ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين :قطرة من دموع خشية الله ، وقطرة دم تهراق في سبيل الله ، وأما الأثران :فأثر في سبيل الله ، وأثر في فريضة من فرائض الله " رواه الترمذي ( 1669 )، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1363 ) . وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : " لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار ! " . وقال كعب الأحبار : لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباً . حال الملائكة عن أنس بن مالك رضي الله عنهعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل : " ما لي لا أرى ميكائيلضاحكاً قط ؟ " قال : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار . رواه أحمد (12930 ) ، وقال المناوي في " فيض القدير " ( 5 / 452 ) : ... قال الزينالعراقي إسناده جيد ، وحسنه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 3664 ). [ تنبيه : هذا الحديث من الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني من تضعيفهإلى تحسينه ] . عن جابر رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مررتُ ليلة أسري بي بالملأالأعلى وجبريل كالحِلس البالي من خشية الله تعالى " . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 5 / 64 ) وحسنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 5864 ) . بكاء الأنبياء قالتعالى : { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذريه آدم وممن حملنامع نوح ومن ذريه إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهمآيات الرحمن خروا سجداً وبكياً } [ مريم / 58 ] . بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه –قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علَّيالقُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَأُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : { فَكَيْفَإِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِشَهِيداً } [ النساء / 40 ] قال " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ،فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . البخاري ( 4763 ) ومسلم ( 800 ) . قال ابن بطال : وإنمابكى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند هذا لأنه مثل لنفسه أهواليوم القيامة ، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه والإيمانبه ، وسؤاله الشفاعة لهم ليريحهم من طول الموقف ، وأهواله ، وهذا أمر يحقله طول البكاء والحزن . وعَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير - رضي اللَّه عنه– قال : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُويُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ . رواهأحمد ( 15877 ) ، والنسائي ( 1214 ) وهذا لفظه ، وأبو داود ( 904 ) بلفظ "... كأزيز الرحى " ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 544 ) . المِرْجل : القِدر الذي يغلي فيه الماء . عن عبيد بن عمير رحمه الله : " أنه قال لعائشة - رضي الله عنها - : أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فسكتت ثم قالت : لما كانت ليلة من الليالي . قال : " يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي " . قلت : والله إني أحب قُربك ، وأحب ما يسرك . قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي . قالت : فم يزل يبكي ، حتى بل حِجرهُ ! قالت : وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته ! قالت : ثم بكى حتى بل الأرض ! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ،قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟!قال : " أفلا أكون عبداً شكورا ؟! لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لمقرأها ولم يتفكر فيها ! { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ … }الآية كلها [ آل عمران / 190 ] " رواه ابن حبان ( 2 / 386 ) وغيره ، وصححهالشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1468 ) ، وفي " الصحيحة " ( 68 ) . عن أنس رضي الله عنهقال : شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليهوسلم جالس على القبر فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : هل فيكم من أحد لم يقارفالليلة ؟ فقال أبو طلحة : أنا ، قال : فانزل في قبرها ، فنزل في قبرهافقبرها . رواه البخاري ( 1225 ) . وبكى شفقة على أمته . عن عبد الله بن عمرو بن العاصأن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم { رب إنهنأضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني } الآية [ إبراهيم / 36 ] وقالعيسى عليه السلام { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيزالحكيم } [ المائدة / 118 ] فرفع يديه وقال - اللهم أمتي أمتي - وبكى فقالالله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسله ما يبكيك فأتاهجبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بماقال - وهو أعلم - فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك فيأمتك ولا نسوؤك . رواه مسلم ( 202 ) . عن عبد الله بن عمرو بن العاص- أيضاً - قال : انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفعفلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكديرفع ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم نفخ في آخر سجوده فقال : أفأف ، ثم قال : رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ؟ ألم تعدني أن لاتعذبهم وهم يستغفرون ؟ ونحن نستغفرك ، فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقامفحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللهلا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله تعالى .رواه أبو داود ( 1194 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " ( 1055) لكن بذكر الركوع مرتين كما في الصحيحين . بكاء الصحابة عن أنس رضي الله عنهقال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً " ، فغطى أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين ، وفي رواية : بلَغَ رسول الله صلىالله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال : " عرضت عليَّ الجنة والنار فلمأر كاليوم من الخير والشر ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيراً" فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه غطوارؤوسهم ولهم خنين " . رواه البخاري ( 4345 ) ، والرواية الثانية لمسلم (2359 ). ، والخنين : هو البكاء مع غنّة . قال ابن حجر : المراد بالعلم هنا : ما يتعلّق بعظمة الله وانتقامه ممّن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة . وعن أبي سفيان عن أشياخهقال : قدم سعد على سلمان يعوده ، قال : فبكى ، فقال سعد : ما يبكيك يا أباعبد الله ؟ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض وترد عليهالحوض وتلقى أصحابك ، فقال : ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنياولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً قال : " لتكن بلغةأحدكم من الدنيا كزاد الراكب " وحولي هذه الأساود قال وإنما حوله إجانةوجفنة ومطهرة فقال يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت وعند يديك إذا قسمتوعند حكمك إذا حكمت . رواه الحاكم ( 4 / 353 ) وقال صحيح الإسناد – قال المنذري - : كذا قال . قوله " وهذه الأساود حولي " قال أبو عبيد : أراد الشخوص من المتاع وكل شخصسواد من إنسان أو متاع أو غيره ، وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب " (3224 ) ، وقال معلقاً تحت هذا الحديث : بُلْغَة : بضم الموحدة ، مايُتَبَلَّغ به من العيش ، إجانة : شيء تغسل فيه الثياب ، والجفنة : كالقصة، والمطهرة : إدواة الماء ، ذكرها الجوهري بفتح الميم وكسرها ثم قال :والفتح أعلى ... وعن هانئ مولى عثمان رضي الله عنهقال : كان عثمان إذا وقف على قبر ؛ بكى حتى يبل لحيته ! فقيل له : تذكرالجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟! فقال إن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال : " إن القبر أول منزل من منازل الآخرة ، فإن نجا منه ، فما بعدهأيسر منه ، وإن لم ينج منه ؛ فما بعده أشد منه ! " قال : وقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : " ما رأيت منظراً قط إلاّ القبر أفظع منه ! " رواهأحمد ( 456 ) ، والترمذي ( 2308 ) ، وابن ماجه ( 4267 ) ، وحسنه الشيخالألباني في " صحيح الترمذي " للألباني ( 1878 ) . وبكى معاذ رضي الله عنهبكاء شديدا فقيل له ما يبكيك ؟ قال : لأن الله عز وجل قبض قبضتين واحدة فيالجنة والأخرى في النار ، فأنا لا أدري من أي الفريقين أكون . وبكى الحسن فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي . وعن تميم الداري رضى الله عنهأنه قرأ هذه الآية : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذينآمنوا وعملوا الصالحات } [ الجاثية / 21 ] فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي . وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال : لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ . عن سعد عن أبيهقال : أُتي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يوما بطعامه فقال : قتل مصعببن عمير وكان خيراً مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، وقتل حمزة –أو رجل آخر – خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ، لقد خشيت أنيكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ، ثم جعل يبكي . رواه البخاري( 1215 ) . وقال سعد بن الأخرم :كنت أمشي مع ابن مسعود فمَّر بالحدَّادين و قد أخرجوا حديداً من النارفقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي . وما هذا البكاء إلا لعلمهم بأن الأمرجد والحساب قادم ولا يغادر صغيره ولا كبيره إلا أحصاها . وخطب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه مرة الناس بالبصرة : فذكر في خطبته النار ، فبكى حتى سقطت دموعه على المنبر ! وبكى الناس يومئذ بكاءً شديداً . وقرأ ابن عمر رضي الله عنهما: { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } [ سورة المطففين :1 ] فلما بلغ : { يَوْمَيَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [ سورة المطففين :6 ] بكى حتىخرَّ وامتنع عن قراءة ما بعده . عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قرأ { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } [ الحديد / 16 ] بكى حتى يغلبه البكاء . وقوله تعالى : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَقُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُواكَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [ الحديد / 16 ] : قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين. رواه مسلم ( 3027 ) . وقال مسروق رجمه الله :" قرأت على عائشة هذه الآيات : { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَاعَذَابَ السَّمُومِ } [ الطور / 27 ] فبكت ، وقالت " ربِّ مُنَّ وقني عذابالسموم " . بكى أبو هريرة رضي الله عنه فيمرضه . فقيل له : ما يبكيك ؟! فقال : " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ،ولكن أبكي على بُعد سفري ، وقلة زادي ، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي !! " . كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنهواضعاً رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت رأيتكتبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله عز وجل { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّوَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً } [ مريم / 71 ] فلاأدري أأنجو منه أم لا . اشتكى سلمان الفارسيفعاده سعد بن أبي وقاص فرآه يبكي فقال له سعد : ما يبكيك يا أخي أليس قدصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أليس ؟ أليس ؟ قال سلمان : ما أبكيواحدة من اثنتين ما أبكي ضنّاً للدنيا ولا كراهية للآخرة ، ولكن رسول اللهصلى الله عليه وسلم عهد إليَّ عهداً فما أراني إلا قد تعديت ! قال : وماعهد إليك ؟ قال : عهد إليَّ أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب ولا أراني إلاقد تعديت ، وأما أنت يا سعد فاتق الله عند حكمك إذا حكمت ، وعند قسمك إذاقسمت ، وعند همك إذا هممت . قال ثابت : فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشريندرهما من نفقة كانت عنده . رواه ابن ماجه ( 4104 ) ، وصححه الشيخ الألبانيفي" صحيح ابن ماجه " ( 3312 ) ، " وصحيح الترغيب " ( 3225 ) . عن أنس بن مالكأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأبيِّ بن كعب إن الله أمرني أن أقرئكالقرآن قال أالله سماني لك ؟ قال : نعم ، قال : وقد ذُكرت عند رب العالمين؟ قال : نعم ، فذرفت عيناه - وفي رواية : فجعل أبيٌّ يبكي - . رواهالبخاري ( 4677 ) ، ومسلم ( 799 ) . بكاء السلف الصالح وكانبعض الصالحين يبكي ليلاً ونهاراً ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن اللهتعالى رآني على معصية ، فيقول : مُرَّ عنى فإني غضبان عليك . وهذا إسماعيل بن زكريايروي حال حبيب بن محمد - وكان جارا له – يقول : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءهوإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله ، فقلت ما شأنه ؟ يبكي إذا أمسى ،ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح و إذاأصبح أن لا يمسي . وحين عوتب يزيد الرقاشيعلى كثرة بكائه ، وقيل له : لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا ؟!قال : وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس ؟؟ . وحين سئل عطاء السليمي : ما هذا الحزن قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي . وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء ، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه ؟ قالت : زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد . وانتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنباً لي فبكيت. وحدث من شهد عمر بن عبد العزيز وهو أمير على المدينة : أن رجلاً قرأ عنده: { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْاهُنَالِكَ ثُبُورًا } [ الفرقان : 13 ] فبكى حتى غلبه البكاء ، وعلا نشيجه! فقام من مجلسه ، فدخل بيته ، وتفرَّق الناس . وقال خالد بن الصقر السدوسي: كان أبي خاصاً لسفيان الثوري ، قال أبي : فاستأذنت على سفيان في نحرالظهر ، فأذنت لي امرأة ، فدخلت عليه وهو يقول : { أَمْ يَحْسَبُونَأَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } [ سورة الزخرف :80 ] ثميقول : بلى يا ربّ ! بلى يا ربّ ! وينتحب ، وينظر إلى سقف البيت ودموعهتسيل ، فمكثت جالساً كم شاء الله ، ثم أقبل إليّ ، فجلس معي . فقال : منذكم أنت ها هنا ! ما شعرت بمكانك ! بكاء المعاصرين عندما بكى الشيخ ابن باز دموعسماحة الوالد ليست ملكاً له ، فعينه تغلبه كثيراً عندما تقرأ عليه آية منكتاب الله ، أو يسمع حادثة من حوادث السيرة النبوية أو يحكى له موقف مؤثرمن الماضي أو الحاضر ، وها هم طلابه يتحدثون عن هذا الموضوع . فقد سألنا أحد طلاب الشيخ عن أبرز المواطن التي تغلب الشيخ فيها دموعه فيبكي فأجاب : شيخنا قريب الدمعة ، يبكي كثيراً حتى إن بكاءه يصل إلى حد الجياش الشديد ،فهو يبكي عند ذكر الوعد والوعيد ، ويبكي عند حصول بعض المصائب لبعضالمسلمين ، ويبكي عند حصول بعض الغرائب في الدين التي هي من أعظم المصائب، ويبكي عند ذكر السلف الصالح وأحوالهم في الزهد والتقشف ، ويبكي حين تذكرشيوخه وإخوانه الذين ماتوا قبله ، أو حين تحل بهم أقدار الله . قلب رقيق ويكمل الحديث أحد الطلاب الذين يحضرون دروس سماحة الشيخ منذ عام 1399هـ فيقول : الشيخ حفظه الله يملك قلباً رقيقاً متأثراً بكل ما يسمعه من الآياتوالأحاديث النبوية وكذا سيرة الصحابة رضي الله عنهم ، فكم من آية من كتابالله وقف الشيخ عندها متأثراً باكياً لما فيها من الوعيد وكذا ما أعدهالله من النعيم ، وكم حديث أثار أشجان الشيخ فبكى متأثراً مما ورد فيهكقصة الإفك مثلاً وكذا توبة كعب بن مالك وغيرها من الأحاديث . وأذكرمرة أنه قُرأ على الشيخ حديث : " إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملكالملوك ، لا مالِك إلا الله " - البخاري ( 5852 ) ، ومسلم ( 3143 ) - قالسفيان : مثل شاهان شاه ، فكان القارئ وهو أحد تلاميذه قرأها ( شاهٍ شاه )فقال الشيخ مصححاً له : ( شاهانَ شاه ) هكذا قرأتها على سماحة شيخناالعلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ، فما كان من الشيخ إلا أندمعت عيناه وغلبه البكاء لأنه تذكر شيخه سماحة العلامة محمد بن إبراهيم آلالشيخ - رحمه الله - فكان هذا موقفاً لا أنساه ، ودمعة على وجنتيّ شيخنالا أنساها أبداً . ويبدو أن لمواقف السيرة النبوية أثراً عظيماً في قلب شيخنا ابن باز حيث إنه كثيراً ما يتأثر عند سماعه بعض أخبارها . و ها هو الأخ عبد الله الروقي يعد لنا بعض هذه المواطن : أذكر منها : بكى عند قصة تخلف كعب بن مالك رضي الله عنه عن غزوة تبوك ،وبكى عند حديث الإفك وقصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في ذلك ، وبكىعند حديث جرير بن عبد الله البجلي الذي رواه أحمد ( ساعاتي ج 1 / 75 – 77) - ترقيم إحياء التراث ( 18677 ) - في قصة الأعرابي الذي أسلم ثم وقصتهدابته فقال عليه الصلاة والسلام : " عمل قليلاً وأجر كثيراً " ، وبكى عندبيعة الأنصار رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبةالثانية ، كما تأثر كثيراً عندما قرئ عليه من " زاد المعاد " باب فتح مكة، وكان يكثر فيه من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك ممايطول . واستمع لبكاء الشيخ عند ذِكره لشيخه الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمهما الله - : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وهنا – أيضاً - : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حادثة الإفك وقول أبي بكر ويقول الأخ فهد السنيدي : إنه ما رأى الشيخ متأثراً كما رآه عندما قرأت عليه حادثة الإفك إذ تأثر الشيخ وبكى طويلاً . استمع لبكاء الشيخ عند هذا الموضع : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وقد غلبه البكاء مرة عندما قرئت عليه مقولة أبي بكر رضي الله عنه عندماتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يعبد محمداً فإن محمداً قدمات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " رواه البخاري ( 3467 ) . عندما بكى الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - قال أحد تلامذة الشيخ : عبدالرحمن بن داود من خيرة طلاب شيخنا وأحاسنهم أخلاقاً من يمن الإيمانوالحكمة له في قلوب الجميع محبة ومكانة ، حصل له حادث توفي على أثره وهوفي طريقه لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم , حزن الجميع للنبأ وسلمنالقضاء الله وقدره ووضعت الجنازة بعد صلاة المغرب ليتقدم شيخنا - رحمه الله- ويصلي عليه , ثم تُحمل الجنازة إلى المقبرة . وفجأة بعد الصلاةافتقدنا الشيخ رحمه الله فقال البعض : لعله تبع الجنازة ، وقال آخرون :لعل الشيخ صائم فذهب للإفطار - كما هي عادته - وسيعود بعد ربع ساعة ، أماالبعض فقد رأوا شيخنا عندما نزل بعد الصلاة إلى قبو المسجد , فجلسوا حولكرسي الشيخ في انتظار صعوده للدرس اليومي . ثم قام أحد الأخوة منطلبة الشيخ المعروفين - ممن لم ير الشيخ - فنزل إلى القبو ريثما يعودالشيخ , وفجأة وهو ينزل إذ بالشيخ - رحمه الله - يصعد من القبو وهو يمسحالدموع عن وجهه , وقد ظهر على وجهه التأثر الشديد والبكاء , هنا ألقىصاحبنا على شيخنا السلام ثم صعد , أما الشيخ فقد كفكف دمعه وصعد إلى مكانالدرس وجلس على كرسيه والجميع حوله ثم ترحم على أخينا - عبد الرحمن -وذكره بخير ، ثم استمر في درسه وكأن شيئاً لم يكن . ماذا نقول ؟! ثبات وقوة في رقة و إيمان . رحم الله عبد الرحمن بن داود ، ورحم الله شيخنا فقد لحق المعلم بالطالب ونحن على الأثر . عندما بكى الشيخ الألباني – رحمه الله – والشيخرحمه الله – على خلاف ما يظن الكثيرون – رقيق القلب ، غزير الدمع ، فهو لايُحدَّث بشيء فيه ما يبكي إلا وأجهش في البكاء ، ومن ذلك : أ.حدثته امرأة جزائرية أنها رأته يسأل عن الطريق الذي سلكه النبي صلى اللهعليه وسلم ، فدُلَّ عليه فسار على خطواته لا يخطئها ، فلم يحتمل كلامها ،وأجهش بالبكاء . واستمع : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ب.وفي آخر لقاء لي به رحمه الله ، حدثته عن رؤيا رآها بعض إخواننا ، وهي أنهرأى هذا الأخ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فسأله : إذا أشكل عليَّ شيء فيالحديث مَن أسأل ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سل محمد ناصر الدينالألباني . فما أن انتهيت من حديثي حتى بكى بكاءً عظيماً ، وهو يردد "اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون " . ج.وحدثه بعض إخواننا عن سب والده للرب والدين - والعياذ بالله - فبكى الشيخلما سمع من جرأة من ينتسب للدين على بعض هذه القبائح و العظائم في حق الله، وحكم على والده بأنه مرتد كافر . د. وبكى – رحمه الله – لما أثنى عليه بعض إخواننا اعترافاً بتقصيره وتواضعاً لربه تعالى . واستمع : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قسوة القلب وأسبابها العينتتبع القلب ، فإذا رق القلب دمعت العين ، وإذا قسى قحطت ، قال ابن القيّم- رحمه الله – في كتاب " بدائع الفوائد " ( 3 / 743 ) - : " ومتى أقحطتالعين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب ، وأبعدالقلوب من الله : القلب القاسي " وكان كثير من السلف يحب أن يكون منالبكائين ، ويفضلونه على بعض من الطاعات ، كما قال عبد الله بن عمر رضيالله عنهما : " لأن أدمع من خشية الله أحب إليَّ من أن أتصدق بألف دينار ". وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من القلب الذي لا يخشع فيقول" ... اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبعومن دعوة لا يستجاب لها " . رواه مسلم ( 2722 ) . ولقسوة القلوب أسبابها ، ولرقتها أسبابها - كذلك - فمن أسباب قسوة القلوب : 1. كثرة الكلام . 2. نقض العهد مع الله تعالى بفعل المعاصي وترك الواجبات . 3. كثرة الضحك . " كثرة الضحك تميت القلب " رواه أحمد ( 8034 ) ، والترمذي ( 2305 ) ، وابنماجه ( 4217 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " الصحيحة " ( 506 و 927 و 2046) . مرَّ الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه ، وهو جالس مع قوم في مجلس . فقال له الحسن : يا فتى هل مررت بالصراط ؟! قال : لا ! قال : فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلا النار ؟! قال : لا ! قال : فما هذا الضحك ؟! فما رؤُي الفتى بعدها ضاحكاً . وكان الحسن يقول : يحق لمن يعلم : أن الموتَ موردُه ، وأن الساعةَ موعدُه، والقيام بين يدي الله تعالى مشهدُه : يحق له أن يطول حزنُه . 4. كثرة الأكل . قال بشر بن الحارث : خصلتان تقسيان القلب : كثرة الكلام ، وكثرة الأكل . 5. كثرة الذنوب . قال تعالى : { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } [ المطففين / 14 ]، وقال صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء فيقلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ،فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه : { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوايكسبون } [ المطففين / 14 ] . رواه أحمد ( 7892 ) ، والترمذي ( 3334 ) ،وابن ماجه ( 4244 ) ، وحسنه الشيخ الألباني في " صحيح ابن ماجه " ( 3422 ). وقال بعض السلف : البدن إذا عُرِّي رقَّ ، وكذلك القلب إذا قلت خطاياه أسرعت دمعته . عن عقبة بن عامر قال :قلت يا رسول الله : ما النجاة ؟ ما النجاة ؟ قال : " أمسك عليك لسانك ،وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك " أخرجه الترمذي (2406) ، وقال: حديث حسن ،وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 2741 ) . 6. صحبة السوء . وقد شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بنافخ الكير- البخاري ( 1995 ) ، ومسلم ( 2628 ) - . بل حتى كثرة المخالطة تقسِّي القلب ، قال بعض السلف : وقسوة القلب منأربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل ، والنوم ، والكلام ، والمخالطة. وقد قيل " الصاحب ساحب " ، و " الطبع يسرق من الطبع " ، فمنجالس أهل الغفلة والجرأة على المعاصي سرى إلى نفسه هذا الداء : { وَيَوْمَيَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَالرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناًخَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِيوَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً } [ الفرقان / 27 – 29 ] . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم منيخالل " رواه أحمد ( 8212 ) ، والترمذي ( 2378 ) ، وأبو داود ( 4833 ) ،وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 927 ) . قال ابن حبان - رحمه الله - : العاقل لا يصاحب الأشرار لأن صحبة السوء قطعة من النار ، تُعقب الضغائن ، لا يستقيم ودُّه ، ولا يفي بعهدِه . وقال ابن القيم : ومتىرأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ومن الخلوة مع الله إلىالخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له . " بدائع الفوائد " ( 3 / 743 ) . وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - : وبالجملة: فمصاحبة الأشرار مُضرة من جميع الوجوه على مَن صاحبهم وشرٌّ على منخالطهم ، فكم هلك بسببهم أقوام ، وكم أقادوا أصحابهم إلى المهالك من حيثيشعرون ومن حيث لا يشعرون " . وقال أبو الأسود الدؤلي - رحمه الله - : " ما خلق الله خلقاً أضر من الصاحب السوء " . أسباب وطرق تليين القلوب والبكاء من خشية الله ويستطيعالمسلم أن يليِّن قلبه ويدمع عينه بما يسمع ويقرأ ويرى ؛ وذلك - بعد توفيقالله تعالى – بالبحث عن الأسباب الموصلة لذلك ، وبقراءة سير السلف الصالحومعرفة أحوالهم في هذا الأمر ، وسنذكر ما تيسر من الأمرين – الأسبابوالأحوال - لعلَّ الله أن ينفع بها ، ومن ذلك : 1. معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله . فمن عرف الله خافه ورجاه ، ومن خافه ورجاه رق قلبه ودمعت عينه ، ومن جهل ربه قسى قلبه وقحطت عينه . ومقامات الإيمان : الحب ، والخوف ، والرجاء ، وكل أولئك تدعو المسلم للبكاء . قال أبو سليمان الداراني - كما ذكر عنه ابن كثير في ترجمته في " البدايةوالنهاية " ( 10 / 256 ) : لكل شيء علَم وعلَم الخُذلان : ترك البكاء منخشية الله . فإذا خذل الله العبد : سلبه هذه الخصلة المباركة ، وصار شقيّاً قاسي القلب وجامد العين . فالمحب يبكي شوقاً لمحبوبه والخائف يبكي من فراقه وخشيت فراقه والراجييبكي لحصول مطلوبه فإذا أحببت الله دعاك حبُّه للبكاء شوقاً له ، وإذا خفتمنه دعاك خوفُه للبكاء من خشيته وعقابه ، وإذا رجوته دعاك رجاؤه للبكاءطمعاً في رضوانه وثوابه . وإلى هذه الأمور الثلاثة - الحب ، والخوف ،والرجاء - أشار نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواهالشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عيه وسلم قال : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ... ورجل ذكر الله خالياً ففاضتعيناه " رواه البخاري ( 629 ) ، ومسلم ( 1031 ) . ومعنى " ذكر الله " خائفاً أو محبّاً أو راجياً ، فإذا اتصف المسلم بهذا فهو سعيد وإلا فهو مخذول . 2. قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته . قالالله تعالى - في وصف عباده العلماء الصالحين - : { إِنَّ الَّذِينَأُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَلِلاْذْقَانِ سُجَّدًا . وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبّنَا إِن كَانَ وَعْدُرَبّنَا لَمَفْعُولاً . وَيَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ يَبْكُونَوَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [ الإسراء :107-109 ] . قال الطبريعند الكلام على هذه الآية : يقول تعالى ذكره : ويخر هؤلاء الذين أوتواالعلم من مؤمني أهل الكتابين , من قبل نزول الفرقان , إذا يتلى عليهالقرآن لأذقانهم يبكون , ويزيدهم ما في القرآن من المواعظ والعبر خشوعا ,يعني خضوعا لأمر الله وطاعته استكانة له . " تفسير الطبري " ( 15 / 181 ) . وقال القرطبي : هذا مدح لهم , وحق لكل من توسم بالعلم , وحصل منه شيئا أن يجري إلى هذه المرتبة , فيخشع عند استماع القرآن ويتواضع ويذل . " تفسير القرطبي " ( 10 / 341 ) . { من قبله } أي : من قَبل النبي صلى الله عليه وسلم ، ويبكون عند سماع ما نزل عليهم . وقيل : من قَبل القرآن ، وهم اليهود والنصارى ، وهي بشرى للمتقين منهمأنهم يسلمون ، وهو الذي حصل كما في قوله تعالى : { وَإِذَا سَمِعُواْ مَاأُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِمِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَق } [ المائدة : 83 ] . والآيات الأوَل - في الإسراء - مكية ، ومما نزل في مكة : قولُه تعالى : { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَالنَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍوَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَاوَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّواسُجَّدًا وَبُكِيًّا } [ مريم / 58 ] . وآية " النجم " : {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى . أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ . لَيْسَلَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ . أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِتَعْجَبُونَ . وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ . وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ .فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } [ النجم / 56 – 62 ] . وهذا لتربية الصحابة على رقة القلب وصدق الإيمان ، وأن الضحك الحق لا يكون إلا في الآخرة. { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوايَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَاانْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْقَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ . وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْحَافِظِينَ . فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِيَضْحَكُونَ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ . [ المطففين / 29 – 36 ] وهي سورة مكية . وهذا هو حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع القرآن . عنعبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأعليَّ القرآن , قال : قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال :إني أشتهي أن أسمعه من غيري , قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت { فكيف إذاجئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } رفعت رأسي أو غمزني رجلإلى جنبي فرأيت دموعه تسيل . رواه البخاري ( 4306 ) ومسلم ( 800 ) . وهذا هو حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن . عن أبي صالح قال : لما قدم أهل اليمن في زمان أبي بكر فسمعوا القرآن جعلوا يبكون فقال أبو بكر : هكذا كنا ثم قست القلوب !! وحال أبي بكر تصفه عائشة فتقول : لمامرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه بلال يوذنه بالصلاةفقال : مروا أبا بكر فليصل قلت : إن أبا بكر رجل أسيف - وفي رواية : لايملك دمعه ، وفي روايةٍ : كان أبو بكر رجلا بكّاءً ؛ لا يملكُ عينيه إذاقرأ القرآن – إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة … . البخاري ( 633 )، ومسلم ( 418 ) . وعن عبد الله بن شداد أنه قال : سمعتُ نشيج عمر وأنا في آخر الصف وهو يقرأ سورة يوسف { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } [ يوسف / 86 ] . رواه البخاري معلقاً ، انظر : " فتح الباري " لابن حجر ( 2 / 206 ) . والنشيج : رفع الصوت بالبكاء . وعن سالم بن عبد اللهأن ابن عمر قرأ { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله }الآية – [ البقرة / 284 ] - ; فدمعت عيناه فبلغ صنيعه ابن عباس فقال :يرحم الله أبا عبد الرحمن , لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله صلى اللهعليه وسلم حين أنزلت , فنسختها الآية التي بعدها { لها ما كسبت وعليها مااكتسبت } – [ البقرة / 286 ] - . وعن تميم الداري رضي الله عنهأنه قرأ هذه الآية : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذينآمنوا وعملوا الصالحات } [ الجاثية / 21 ] فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي . وقرأ ابن عمر رضي الله عنهما :{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } [ سورة المطففين / 1 ] فلما بلغ : { يَوْمَيَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [ سورة المطففين / 6 ] بكى حتىخرَّ وامتنع عن قراءة ما بعده . وقال مسروق رجمه الله : قرأتُ علىعائشة هذه الآيات : { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَالسَّمُومِ } [ الطور / 27 ] فبكت ، وقالت : " ربِّ مُنَّ وقني عذابالسموم " . وهكذا كان حال من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . قرأ رجلُ عند عمر بن عبد العزيز- وهو أمير على المدينة - قوله تعالى : { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَامَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً } [ الفرقان /13 ] فبكى حتى غلبه البكاء ، وعلا نشيجه ! فقام من مجلسه ، فدخل بيته ،وتفرَّق الناس . كان محمد بن المنكدرمن سادات القراء ، لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله صلى الله عليهوسلم ، وذُكر عنه أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى ، فكثر بكاؤهحتى فزع له أهله وسألوه ، فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء ، فأرسلوا إلىأبي حازم فجاء إليه ، فقال : ما الذي أبكاك ؟ قال : مرت بي آية ، قال : ماهي ؟ قال : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } [ الزمر / 47 ]فبكى أبو حازم معه فاشتد بكاؤهما . قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت فضيلاً يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم ،ويبكي ويردد هذه الآية : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرينونبلو أخباركم } [ محمد / 31 ] وجعل يقول : وتبلوا أخبارنا ، ويردد :وتبلو أخبارنا ، إن بلوتَ أخبارنا فضحتَنا ، وهتكتَ أستارنا ، إن بلوتَأخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ، ويبكي . وسبق ذِكر جملة من بكائهم - رحمهم الله - . واستمع لبعض القراءات المؤثرة والتي بكى أصحابها فيها : - الشيخ سعود الشريم يبكي بعد موت الشيخ عمر السبيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - وقراءة أخرى للشيخ حفظه الله – وأظنها بعد وفاة الشيخ جار الله - : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - وهذه قراءة للشيخ مشاري العفاسي : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - وهذا مقطع للشيخ سعد الغامدي : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - وهذا مقطع من سورة ق للشيخ خالد القحطاني : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 3. كثرة ذكر الله عز وجل . عنأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سبعة يظلهم الله في ظله يوملا ظل إلا ظله : ... - وذكر منهم : - ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه . رواه البخاري ( 629 ) ومسلم ( 1031 ) . والخلوة مدعاة إلى قسوة القلب ، والجرأة على المعصية ، فإذا ما جاهدالإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه ، فاستحق أن يكون تحتظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله . قال ابن القيم : إنفي القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى ، فينبغي للعبد أن يداوي قسوةقلبه بذكر الله تعالى وذكر حماد بن زيد عن المعلى بن زياد أن رجلا قالللحسن : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي ، قال : أذبه بالذكر ؛ وهذا لأنالقلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلكالقسوة كما يذوب الرصاص في النار ، فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر اللهعز وجل. " الوابل الصيِّب " ( ص 99 ) . 4. الإكثار من الطاعات . قالأحمد بن سهل - رحمه الله - : " قال لي أبو معاوية الأسود : يا أبا علي منأكثر لله الصدق نَدِيت عيناه ، وأجابته إذا دعاهما " . 5. تذكر الموت ورؤية المحتضرين والأموات . عنجابر رضي الله عنه قال : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بنعوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي صلى اللهعليه وسلم فوضعه في حجره فبكى ، فقال له عبد الرحمن : أتبكي ؟ أولم تكننهيت عن البكاء ؟ قال : لا ، ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عندمصيبة - خمش وجوه وشق جيوب - ، ورنة شيطان . رواه الترمذي ( 1005 ) ، وقال : هذا حديث حسن ، وحسَّنه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2157 ) . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه بكى على ابنه إبراهيم ، حينما رآه يجودبنفسه ، فجعلت عيناه تذرفان الدموع ثم قال : " إن العين تدمع ، والقلبيحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون "رواه البخاري ( 1241 ) ومسلم ( 2315 ) . وعن عبد الله بن عمر قالاشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل عليه وجده فيغاشية فقال قد قضى ؟ قالوا لا يا رسول الله فبكى النبي صلى الله عليه وسلمفلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ألا تسمعون ؟ إنالله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانهأو يرحم . البخاري ( 1242 ) ومسلم ( 924 ) . وعن صفية أن امرأةأتت عائشة تشكو إليها القسوة فقالت : " أكثري ذكر الموت يرق قلبك وتقدرينعلى حاجتك " قالت : ففعلت ، فوجدت أن قلب الموضوع : البكاااااااااااااء المصدر : منتديات ابن الفرات ودجله |
|
المدير العاممساهماتك : 554
نقاط : 1191
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/04/2010
| موضوع: رد: البكاااااااااااااء الأربعاء ديسمبر 01, 2010 9:26 am | |
| |
|